القائمة القائمة

واعتبرت المساعدات التي تم إسقاطها على غزة بمثابة التستر على اللامبالاة الدولية

وقد انتقد ما يصل إلى 25 منظمة غير حكومية حزم المساعدات التي يتم إسقاطها جواً على غزة. ويقولون إن هذه الجهود تخلق "الوهم بأنهم يفعلون ما يكفي" بدلاً من الدعوة إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار.

مع استمرار الأزمة الإنسانية المدمرة في غزة بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على حماس منذ ما يقرب من ستة أشهر، بدأت الدول في عمليات الإنزال الجوي والإبحار لحزم المساعدات التي تحتوي على الإمدادات الطبية والأغذية لـ 2.3 مليون فلسطيني.

إن طرق التسليم هذه هي في الأساس الملاذ الأخير، حيث يقوم الجنود الإسرائيليون بمنع قوافل المساعدات على الحدود الوطنية ويطلقون نيران المدفعية على الشاحنات التي تحمل مجموعة من الإمدادات التي تتحرك إلى غزة. ومع ذلك، تواصل إسرائيل إلقاء اللوم على وكالات الأمم المتحدة في هذا التأخير.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أسقطت الولايات المتحدة جولتها الأولى من حزم المساعدات من الجو. وتم نشر مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لفلسطينيين يركضون بأعداد كبيرة نحو الطرود المنقذة للحياة.

ومن هذه المقاطع يتضح أن عدد الطرود التي يتم إسقاطها ليس كافياً.

ولا يمكن إسقاط سوى بضعة أطنان من الطعام من الجو في المرة الواحدة، في مناورة غير آمنة تثير إحباط أعضاء المنظمات غير الحكومية الذين يشهدون مدى الجوع والمعاناة على الأرض.

وأعلنت قبرص أن سفينة تحمل 200 طن من الدقيق كانت في طريقها إلى غزة في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وعلى الرغم من أن هناك حاجة ماسة إلى هذه الإمدادات مع غرق السكان بشكل أعمق في أزمة جوع مثيرة للقلق - خاصة في المنطقة الشمالية - إلا أن منظمات حقوق الإنسان تنتقد هذه المساعدات باعتبارها غير كافية.

وفي الأسبوع الماضي وحده، أفادت التقارير بوفاة 20 شخصاً بسبب سوء التغذية والجفاف. وفي الأسبوع السابق، توفي 10 أطفال فلسطينيين بسبب الجوع، وفقاً للعاملين في المجال الإنساني من منظمة الصحة العالمية.

وبالنظر إلى أن مئات من قوافل المساعدات التي تحمل 100 طن من المساعدات المنقذة للحياة تنتظر الدخول على الجانب الآخر من حدود غزة، فإن المنظمات غير الحكومية تدعو الدول، بحق، إلى إعطاء الأولوية للدعوات إلى وقف دائم لإطلاق النار حتى تتمكن الإمدادات الكافية من الوصول إلى الفلسطينيين بأمان.

وقد وقعت ما لا يقل عن 25 منظمة على رسالة تنص على أن إسقاط المساعدات جواً يخلق "الوهم بأن [الدول] تفعل ما يكفي لدعم الاحتياجات في غزة".

وينص التقرير على أن "مسؤوليتهم الأساسية هي منع وقوع الجرائم الفظيعة وممارسة ضغط سياسي فعال لإنهاء القصف المستمر والقيود التي تمنع التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية".

إن ما يحدث في غزة الآن هو أكبر نسبة من السكان الذين يعانون من أزمة أمن غذائي تم تسجيلها على الإطلاق من خلال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي والتغذية (IPC).

وسيتطلب وضع حد لها أكثر من بضع قطرات من الجو والبحر. وسيتطلب وقف العدوان ومشروعًا إنسانيًا واسع النطاق يوفر ما يكفي من الغذاء والإمدادات الطبية لدولة يبلغ عدد سكانها 2.9 مليون نسمة.

إمكانية الوصول