صدمت المبارزة المصرية العالم عندما كشفت عن حملها في شهرها السابع خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية 7. لكن الرد على شجاعتها سلط الضوء على حقيقة صعبة.
ندى حافظ أعادت للتو كتابة قواعد اللعبة. في شهرها السابع من الحمل، تشارك المبارزة المصرية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024، ومعها دوامة من التدقيق تؤكد حقيقة غير مريحة: حتى في عصر المساواة غير المسبوقة بين الجنسين، لا تزال خيارات المرأة محل نقاش.
تعد الألعاب الأولمبية هذا العام علامة بارزة في مجال المساواة بين الجنسين. ومن بين المشاركين البالغ عددهم 10,500 فرد، هناك 5250 امرأة و5250 رجلاً. ولكن كما حافظ هزلي كشف وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كان هناك في الواقع 10,501 رياضيًا يشاركون في ألعاب باريس. كانت المبارزة حامل في شهرها السابع خلال كل جولة من المنافسة، حيث تم إقصائها في دور الـ7.
"ما يبدو لك كلاعبين على منصة التتويج، كان هناك في الواقع ثلاثة! لقد كنت أنا، منافسي، وطفلي الصغير الذي لم يأت بعد إلى عالمنا!' نشر حافظ عبر حسابه على إنستغرام.
ولكن في حين أن حملها المفاجئ قد نال الذهول الدعمكما أنها دفعت حافظ إلى دوامة حكم، مما يكشف عن الانزعاج العميق الذي لا يزال يحدث عندما تؤكد النساء سيطرتهن على أجسادهن.
التعليقات الموجهة لحافظ قالت الكثير عن أنها تعرض طفلها للخطر لتحقيق مكاسب شخصية.
"المخاطرة بصحة الطفل؟" "النساء يفعلن أي شيء من أجل جذب الاهتمام"، هذا ما قاله أحد مستخدمي Instagram.
مشاركة حافظ ليست مجرد حدث رياضي؛ إنه تحدٍ مباشر للمعايير التي عفا عليها الزمن. إنها تظهر للعالم أن قدرة المرأة لا تحددها حالتها الإنجابية.
إن عزمها على المنافسة هو بمثابة إعلان عن استقلاليتها، وهو إعلان بأنه لا ينبغي للمرأة أن تختار بين حياتها المهنية وأسرتها. لقد سلطت الضوء على التحيزات غير المعلنة التي تتخلل الرياضة ومعها المجتمع.
رد الفعل السلبي إذن لا يتعلق ببراعة حافظ الرياضية على الإطلاق. يتعلق الأمر بعدم الارتياح المجتمعي الذي يظهر عندما لا تنحني المرأة للتوقعات التقليدية. لا يقتصر اختيارها على المنافسة فحسب؛ يتعلق الأمر بتحدي المخطط الذي يصر على أنه يجب على النساء تهميش طموحاتهن في الأمومة.
أصبح حافظ الآن جزءًا من محادثة أوسع نطاقًا حول معنى الموازنة بين التطلعات المهنية والحياة الشخصية، وكيف يمكن لتوقعات المجتمع أن تقيد هذه الأهداف أو تحررها.
أصبحت ألعاب باريس 2024 بمثابة احتفال كبير للأمهات الرياضيات، مع تنافس عدد أكبر من النساء وأطفالهن في الألعاب الأولمبية والبارالمبية هذا العام. من أي وقت مضى. ومع ذلك، يظل المجتمع مقاومًا للتغيير عندما تدفع النساء حدود ما هو متوقع من أجسادهن.
تتعلق القضية في أبسط صورها بالحاجة المستمرة إلى مراقبة أجساد النساء والسيطرة عليها. وقد عزز المشهد السياسي العالمي هذا الأمر. وفي مواجهة إلغاء قضية رو ضد وايد في الولايات المتحدة عام 2022، يبدو انتقاد قرار حافظ أكثر بشاعة.
وربما يحسن أولئك الذين يزعمون أن المبارزة كانت متهورة، فعرضت نفسها وطفلها الذي لم يولد بعد للخطر، أن يتذكروا أن اختيارات شخص غريب ــ أو أي شخص آخر ــ ليست من شأننا.
وأكثر من ذلك، فإن اختيار حافظ لا يتعلق بقدراتها الرياضية أو الحدود الجسدية التي تصاحب الرياضة الاحترافية. في كثير من النواحي، يعد هذا بمثابة تحدي في مواجهة الشك.
نفس الشك الذي يعني أننا الآن فقط - في عام 2024 - نشهد أول دورة ألعاب أولمبية يتنافس فيها نفس عدد النساء مثل الرجال. نفس الشك الذي يعني أن المرأة تتنافس أثناء الحمل يصبح عنوان الأخبار. نفس الشك الذي ضمن أن الرياضة هي مجال يهيمن عليه الذكور لعدة قرون.
وبالتالي، سوف نتذكر حافظ، ليس فقط لإنجازاتها الرياضية، ولكن لاختيارها أن تبذل قصارى جهدها بنفسها وجسدها، بغض النظر عن الرأي الخارجي.
وتعد أخبارها بمثابة تذكير قوي للنساء في كل مكان للمطالبة بحقهن في الاختيار دون خوف من الحكم.